22/09/2025

الخطوة تتبعها خطوات يا عيدروس

 

كتب: قاسم عبد الرب العفيف

 

أثبتت الشرعية ممثلة بمجلس الرئاسة فشلها خلال السنوات الثلاث الماضية وكان أحد عوامل الفشل الرئيسية هو تفرد رئيسها بإدارة المرحلة وأدار ظهره لمن حوله من القيادات وتجاهل التفويض الذي منح لهذه القيادة الجماعية حيث أسقط العمل التوافقي وعكس ذلك على أدائها الفاشل وسبب الإرباك في تعطيل الخدمات وصرف المرتبات وغيرها من المتطلبات الأساسية لإدارة المرحلة الانتقالية ومن أهمها تعطيل الجاهزية لاستعادة عاصمة الدولة.

 

وساد الجمود في كافة مناحي الحياة وكان الصمت على ما يحدث هو الحاضر من قبل رعاة التغيير وأيضا من قبل أعضاء المجلس حتى أصبح الأمر لا يطاق وفقد المجلس إحساسه بأهمية تقديم شيء يسعف الوضع المتدهور للناس حتى كانت المفاجئة التي جاءت من خطوة الرئيس عيدروس الجريئة في فتح احد الملفات الهامة وهي التعيينات العشوائية التي جرت خلال الفترة الماضية وكان رد الفعل الملفت أن هذه الخطوة أحدثت زلزالًا كبيرًا بين أوساط القوى السياسية الشمالية مجتمعة الذين أظهروا وحدة الموقف الشمالي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار السياسي والديني والطائفي والقبلي ضد الرئيس عيدروس هكذا خام رام وهذا هو حقيقة الموقف الموحد الشمالي تجاه الجنوب ولم يترددوا من إظهاره أمام الإقليم والعالم ماذا لو أعلن الرئيس عيدروس طرد الشرعية من معاشيق لعدم أهليتها لإدارة المرحلة أو ماذا لو تم فك الارتباط وأعلن الدولة الجنوبية كيف سيكون رد فعل هؤلاء هل سيعلنون الحرب على الجنوب أو سيذهبون للتحالف مع الحوثي وإيران لإعلان الحرب على التحالف.

 

إذًا ما هي القصة التي نحن بصددها؟ هل سيظلون يتعاملون مع الجنوب كأنه ضيعة من أملاكهم وكما يرددون بأن شعب الجنوب بقايا صومال وهنود عليهم الرحيل لتمكينهم من ملكية الجنوب.

 

اعتقد ومعي الكثير من الجنوبيين بأن هذه الخطوة التي قام بها الرئيس عيدروس ليست كافية فبالضرورة تتبعها خطوات عملية لتهيئة الظروف لعملية فك الارتباط سلسه وكمقدمة لبناء أركان الدولة الجنوبية على جغرافية ما قبل عام 90 م وقبل ذلك عليه تهيئة الملعب الساسي الجنوبي بإعلان جبهة وطنيه جنوبية عريضة لمواجهة الجبهة الشمالية الموحدة تدير المرحلة تحت قيادة المجلس الانتقالي ومباشرة إعداد الدستور الاتحادي لإجراء التوافق عليه من قبل المحافظات الجنوبية وتدشين العمل فيه فورا بإنشاء هياكل الدولة الجنوبية مثل الأقاليم وكل المؤسسات التشريعية والتنفيذية وقبل كل ذلك إعلان الحرب على الفساد والفاسدين الجنوبيين الذي تمادوا في استغلال الوظيفة العامة وأثروا دون حق قانوني ونشر مؤسسات الأمن والجيش الجنوبي على ربوع الجنوب والسيطرة على الثروة والبدء في عملية التنمية الشاملة هذه المهام تتطلب تحرك سريع وحشد كافة الطاقات الجنوبية والإعداد لكافة الإمكانيات التي تومن تحقيقها محليا وإقليميا ودوليا.

 

قد قالها شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني عندما سألوه عن الوحدة بانها لم تكن لها سالفه في التاريخ فتوحد قائد جنوبي يملك دوله مع قائد شمالي لا يملك دوله النتيجة سقوط مدوي للدولة القائمة في الجنوب مع بقاء حالة اللا دولة تقودها عصابة لا يجمعها إلا الفساد والحروب ونهب المال العام وبالأخير أسدل الستار عن حاجة اسمها جمهوريه ووحدة وعودة الإمامة بمشروعها الجديد المستوحى من نظام الملالي بإيران وبالتالي سقطت كل أوهام القوى السياسية الشمالية ومشروعها الملتبس بالموت والعنصرية والقبلية وكما أعلن اليوم المشاط بأن ثورة 21 سبتمبر قد صححت التاريخ أي إعادة الإمامة بثوب جديد وحلفاء إقليميين ودوليين جدد إذاً ماذا تبقى للشرعية من شرعية تواجدها على أرض الجنوب وماذا ينتظر الجنوبيون بعد أن أصبح المشهد واضحًا.