الجنوب برس

ناشط عدني: المسافرون الجنوبيون والعائلات الجنوبية في صنعاء تتعرض للتمييز المناطقي والتعامل معهم امنياً كأنهم خطر محتمل
اخبار وتقارير الجنوب برس
في الوقت الذي يعيش فيه المواطنون القادمون من المحافظات الشمالية بحريّة في عدن دون أن يُسألوا عن خلفياتهم أو تفاصيل تنقلهم، تُجبر العائلات الجنوبية على الخضوع لاستجوابات طويلة عند دخول صنعاء، ويُطلب منها الكشف عن أسماء أقاربها وأماكن سكنهم، بل وأحيانًا الحصول على “تصاريح أمنية” من داخل المدينة لتتمكن من التنقل فيها. لؤي تحدث عن حادثة شخصية تعرّضت لها شقيقته، حيث وُعد حينها أن الإجراءات هذه “ستُلغى بهدوء” حفاظًا على النسيج الاجتماعي، لكن ما حدث هو العكس: تكررت التجربة مع عائلات جنوبية أخرى دون أي تغيير.
ما يكشفه لؤي لا يُعدّ حالة فردية، بل مؤشراً واضحاً على منظومة تعمل بمنطق التمييز المناطقي، وتتعامل مع الجنوبي كأنه خطر محتمل، فقط لأنه من خارج إطار السيطرة. المفارقة أن هذه المعاملة تأتي من جماعة ترفع شعارات “الوحدة” و”الكرامة” بينما تطبق سلوكًا أقرب إلى تصفية حسابات سياسية على شكل إجراءات أمنية. وهذا يطرح تساؤلاً أساسياً: كيف يمكن التحدث عن “وطن واحد” بينما تُقسم الحقوق بناءً على الجغرافيا والانتماء؟
ما يحدث ليس مجرد تضييق على حرية التنقل، بل هو رسالة سياسية صريحة مضمونها أن الجنوب يُعامل كطرف خارجي، حتى وهو يحاول فقط المرور أو التواصل مع أهله. وإذا كانت صنعاء تُعامل أبناء الجنوب بهذه الطريقة، فكيف يُتوقع من أي جنوبي أن يصدّق مجددًا أن هناك مشروعًا وطنيًا حقيقيًا يجمع الجميع؟