17/04/2025

هكذا قطار الموت..سفر على عجل..

 

كتابات وتحليلات محمد العولقي

 

يأخذ من يأخذ ويترك لنا الحزن والألم والدموع..لكنها سنة الله في أرضه..كل نفس ذائقة الموت.. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه..

الأستاذ هاشم الوحصي في ذمة الله..فيضان الحب الجارف نضب أخيرا.. نبع الإخلاص الفياض توقف عن الجريان والخفقان.. التاريخ يبكي أرشيفه..والموسوعة الرياضية ترثي مدونها وكاتبها..

الأستاذ هاشم الوحصي..ليس مجرد مؤرخ رياضي مر على قلوبنا مرور الكرام.. إنه عقل التاريخ..الذي رصع الموسوعة بالأرقام..

الأستاذ هاشم..قامة وطن..لم يكن شاهدا على عصرين أو قرنين فحسب..لكنه كان لسانا لقرنين..لا يتكلم إلا بالأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل..

رحل الأستاذ هاشم الوحصي..النهر الخالد الذي لم يغير مجراه أبدا..هو مثل شامة على خد الزمن..أو نقطة تلتقي فيها ملوحة البحر بعذوبة النهر..

الأستاذ هاشم الوحصي..يوبيل ذهبي كامل وهو يسهر على التاريخ..يحميه من هواة الطمس ومن طيش المزورين ومن عبث المتلاعبين..بنى لنا وطنا رياضيا بالأرقام.. وليت قومي يفقهون دستور وطن الأرقام..

عاش الأستاذ هاشم بيننا مثل نسمة بحر عدن..يواجه الصعاب بابتسامة.. يصارع المنغصات بابتسامة..لم أره يوما متجهما أو شاكيا أو باكيا..كان يزرع فينا بذور التفاؤل..يفتح أمامنا نافذة للأمل..لسانه الرطب دواء لكل اكتئاب..

الأستاذ هاشم عانى من مرضين..مرض عضوي..نهش جسده صامتا إلى أن فاضت روحه إلى بارئها..ومرض نفسي أشد قسوة تسبب فيه ذوي القربى..وظلم ذوي القربى أشد مضاضة..على خلفية أعماله الأرشيفية التوثيقية التي لم تر النور بسبب ضحالة أفكار طيور الظلام..

رحم الله الفقيد هاشم الوحصي بقدر ما أعطى وأخلص لوطنه وأسكنه فسيح.. إنا لله وإنا إليه راجعون..