29/07/2025

حتى أنت يابروتوس ؟!! حتى أنت ياعيدروس..!؟ 

 

كتب: د. غازي الماس

 

تفاءل أبناء عدن والجنوب بعودة الاخ نائب رئيس المجلس الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي القائد عيدروس الزبيدي والتي  جاءت بعد غياب طويل له في دولة الإمارات العربية خاصة وأن عودته جاءت في ظل أوضاع مزرية وكارثية يعيشها أبناء العاصمة عدن وبقية أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى إلى الحد الذي أصبح فيه الناس في عدن والجنوب يقارنون وضعهم باوضاع أهلنا في غزة الذين يعانون من المجاعة المفروضة عليهم من قبل الكيان الصهيوني، فقد كان الناس في العاصمة عدن وباقي المحافظات ينتظرون بعد الحملة الإعلامية الكبيرة التي روج لها اعلام الانتقالي بأن الرئيس عيدروس الزبيدي سيصدر قرارات مصيرية بعد عودته هذه؛ حيث كانوا يتوقعون أن القرارات التي سيصدرها ستضع حدا. 

لمعاناتهم المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات والذي وصل الأمر بهم إلى أن شبه مجاعة بدأ يخيم عليهم، وأن من ضمن القرارات التي سيصدرها هي محاسبة المسؤولين الفاسدين ممن ينتمون للمجلس الانتقالي وكذا المحسوبين عليه من المحافظين والوزراء ومدراء المرافق والمؤسسات المختلفة، ولكن المفاجأة التي لم يكن أحد يتوقعها والتي أصابت الشعب الجنوبي بالذهول والصدمة أن القرارات التي أصدرها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لم تكن تتعلق بما يعانيه ويكابده الشعب الجنوبي بل كانت تتعلق بهيكلة امانة ورئاسة المجلس الانتقالي وبتدوير المناصب داخل دوائره .

لقد كانت هذه القرارات مثل الطعنة القاتلة التي سددها بروتوس لظهر صاحبه الامبراطور الروماني يوليوس قيصر مع باقي النبلاء المتآمرين عليه؛ حتى أنه من شدة حبه وثقته بصديقه المقرب الذي لم يكن يتوقع أن يخونه قال كلمته الشهيرة  معاتبا إياه: حتى انت يابروتوس؟!! وكذلك الشعب الجنوبي لم يكون يتوقع أن تصدر من الرئيس القائد عيدروس الزبيدي مثل هذه القرارات في ظل هذا الوضع الكارثي الذي يعانيه!! هذا الشعب الذي كان يعتبر هذا الرجل أمله الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى في خلاصه وانتشاله من محنته ومن الأوضاع المزرية التي غارقا فيها منذ أكثر من عشر سنوات .

فلم تكن طعنات النبلاء  الرومانيين هي التي قتلت يوليوس قيصر  فقد ظل واقفا صامدا يتلقى الطعنات الواحدة تلو الاخرى ولم يسقط مضرجا بدمائه إلا بعد أن طعنه صديقه بروتوس فقد كانت طعنته غير متوقعة، والشعب الجنوبي بالمثل تحمل الكثير من المؤامرات التي تحاك ضده من قبل حكومة ما تسمى بالشرعية، والمؤامرات التي تأتيه من الخارج، وتحمل كل أنواع الشقاء والبؤس وظل صامدا طيلة هذه الفترة ولم يفرط ولم يساوم على قضيته الجنوبية واستعادة دولته. 

دولة الجنوب العربي المستقلة الفيدرالية، وكان يتوقع الضربات والطعنات من الآخرين ولكنه لم يتوقع أن يطعنه بظهره من فوضه وبارك مكونه السياسي كحامل لقضيته العادلة بإصدار  مثل هذه القرارات وفي مثل هذه الظروف المزرية والكارثية التي يعيشها الشعب في الجنوب.

أن على الشعب الجنوبي اليوم بعد أن خذله الجميع .. القريب والغريب ... عليه أن يتحمل مسئولية وضعه الحالي، وأن يبادر عبر عقلائه باتخاذ خطوات مصيرية يمكن من خلالها تحسين معيشته وايصال قضيته العادلة إلى بر الأمان وألا ينتظر أحدا من بعد الان في أن ينوب عنه.