هل كنت تعلم هناك نهر جليدي عملاق يُعرف ب"نهر يوم القيامة" يثير قلق العلماء حول العالم. 

اخبار وتقارير الجنوب برس  

في أعماق القطب الجنوبي، هناك نهر جليدي عملاق يُعرف بنهر ثوياتس أو "نهر يوم القيامة" يثير قلق العلماء حول العالم. 

هذا النهر، الذي يمتد لمسافة هائلة ويبلغ عرضه أكثر من 130 كيلومتراً، يحمل اسماً مرعباً ليس من فراغ، إذ إن ذوبانه الكامل قد يرفع مستوى مياه البحار حتى ثلاثة أمتار، مما يهدد مدناً ساحلية كبيرة حول العالم. 

المدهش أن وتيرة انحلال هذا النهر الجليدي تزداد يوماً بعد يوم بسبب تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يدفع الباحثين للإسراع بدراسة كل تفصيلة فيه على أمل تدارك الأمر. وتخيل أن هناك شقوقاً ضخمة وعميقة تتشكل في الجروف الجليدية التي تحيط بالنهر، ويُطلق عليها أحياناً "شقوق الموت"

هذه التشققات تسرّع من انهيار الجليد وتدفقه نحو المحيط، فيزداد الخطر كلما تطورت هذه الشروخ وتعددت. الجديد أن فريقًا علميًا من جامعة بنسلفانيا ابتكر طريقة تحليل متقدمة لقراءة هذه الشقوق بدقة معتمداً على صور الأقمار الصناعية المتطورة التابعة لناسا.. 

ما مكّنهم من رصد تفاصيل دقيقة يصعب ملاحظتها بالطرق التقليدية، كالأعماق الحقيقية للشروخ التي تزداد بشكل ملحوظ في الجانب الشرقي من النهر مقارنة بالجانب الغربي، ورغم الجهود، فإن سبب هذا الاختلاف ما زال لغزًا ويدور حول عوامل منها حرارة المياه وتيارات المحيط وقلة الغطاء الجليدي البحري. الملفت أيضاً كيف تعمل هذه التشققات على تغذية نفسها. 

إذ يؤدي ذوبان الجليد إلى المزيد من التشققات، فيتكون ما يشبه الحلقة المفرغة التي قد تسرّع الوصول إلى نقطة لا عودة فيها. لجعل البحث متاحًا للجميع وتسريع الحلول، أنشأ العلماء قاعدة بيانات ضخمة مفتوحة، موثِّقين أكثر من أربعين جرفًا جليديًا حول القارة القطبية الجنوبية، ليشارك فيها الباحثون حول العالم ويعمقوا فهمهم لآليات الانهيار الجليدي ويُطوروا نماذج توقع أدق لمخاطر المستقبل. 

وهناك نقطة تستحق الانتباه: استخدام مصطلحات دقيقة مثل "الانهيار الجليدي القاري" بدلاً من الذوبان العادي يعطي صورة أوضح لمدى تأثير هذا التغيير، كما أن إضافة جمل تربط بين الشواهد والنتائج تجعل الخبر أكثر قربًا للقارئ وتحفزه لمتابعة تطورات هذا الملف المثير. يستمر السباق مع الزمن، وكل تحديث أو اكتشاف جديد في هذا المجال ربما يُحدث الفارق في حماية مدننا في الغد.