الجنوب برس

بروفسور مغربي: السعودية ورّطت الانتقالي بـ"اتفاق الرياض" وبيدها مفتاح حل قضية الجنوب
اخبار وتقارير الجنوب برس
زيارة المبعوث الأممي لعدن تفتقر لأي مضمون سياسي
قال أستاذ القانون الدولي المغربي، البروفيسور توفيق جزوليت، إن حل القضية الجنوبية في اليمن مرهون بالموقف السعودي، كون الرياض تمثل الفاعل الإقليمي الأبرز وتمتلك أدوات الضغط على كافة الأطراف اليمنية، بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يعاني من ضعف واضح في الأداء الدبلوماسي، حد قوله.
وأوضح جزوليت في مقال تحليلي له، أن السعودية، باعتبارها الراعي لاتفاق الرياض الموقع عام 2019، تتحكم عمليًا بمسار الحلول السياسية، في حين أن الأمم المتحدة، التي تكتفي بدور الوسيط، لا تملك القوة الفعلية لفرض أي تسوية تخص الجنوب دون موافقة الرياض.
وأشار الأكاديمي المغربي إلى أن السعودية لم تعترف بالقضية الجنوبية كقضية تقرير مصير لشعب، بل تعاملت معها كجزء من الأزمة اليمنية الشاملة، ولم تمنح الجنوب أي اعتراف قانوني أو سياسي ضمن اتفاق الرياض، ما جعل هذا الاتفاق عبئًا دبلوماسيًا على المجلس الانتقالي.
وأكد جزوليت أن الأمم المتحدة بدورها لم تُظهر اهتمامًا حقيقيًا بحقوق الجنوبيين أو الانتهاكات التي تعرضوا لها بعد حرب 1994، حيث تندرج القضية الجنوبية في تقارير مجلس الأمن تحت عنوان "الأزمة اليمنية"، دون أن تُعطى خصوصيتها كقضية تقرير مصير.
كما وصف موقف الأمم المتحدة بالمرتبك، مشيرًا إلى أن المبعوثين الأمميين المتعاقبين تبنوا مقاربة "الحل السياسي الشامل" دون الإقرار بحق الجنوبيين في التمثيل السياسي أو تقرير المصير، بينما يصنف المجلس الانتقالي في وثائق الأمم المتحدة كـ "فاعل محلي ذو نفوذ إقليمي وطموح سياسي"، دون أن يُعترف به كممثل شرعي للقضية الجنوبية.
وحذر جزوليت من استمرار هذا الجمود، مشددًا على أن التوصل إلى حل مرحلي أو دائم للقضية الجنوبية يتطلب تغييرًا في نهج السعودية تجاه الجنوب، عبر ترتيب سياسي جديد، ومفاوضات مشروطة بضمانات دولية، داعيًا المجلس الانتقالي إلى إعادة صياغة سياسته الخارجية وتحسين أدائه الدبلوماسي، إذا أراد كسب الاعتراف الدولي والضغط باتجاه تحقيق تطلعات شعب الجنوب.