الجنوب برس

ماذا تعرف عن كاس جول ريميه الدولي لكرة القدم .. ومن هو مؤسس بطولة كأس العالم لكرة القدم(المونديال).؟!
اخبار وتقارير الجنوب برس
المحامي الفرنسي جول ريمية صاحب فكرة مونديال كرة القدم
جول ريميه محام فرنسي من مواليد 14 أكتوبر/تشرين الأول 1873، ارتبط اسمه بفكرة المونديال (كأس العالم لكرة القدم) منذ 92 عاما، حيث أقيمت أول بطولة برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 1930، وأطلق عليها اسم "كأس جول ريميه" تكريما له.
أسس ريميه نادي ريد ستار الفرنسي عام 1897، وكان الرئيس الأول للاتحاد الفرنسي لكرة القدم من عام 1919 إلى عام 1942، كما شارك في تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" (FIFA) عام 1904، وترأسه 33 عاما في الفترة من 1921 إلى 1954.
المولد والنشأة
ولد جول ريميه يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 1873 في بلدة ثيولي بمقاطعة هوت ساون شرق فرنسا، وهو الابن الأكبر لوالده صاحب محل البقالة البسيط الذي هاجر إلى باريس عام 1884، عندما كان ريميه يبلغ من العمر 11 عاما، وله شقيقان وشقيقتان.
تلقى ريميه تربية كاثوليكية صارمة على يد جده في القرية، وكان طالبا نجيبا في دراسته، فحصل على منحة لنيل شهادة في القانون من العاصمة الفرنسية باريس، وبعد التخرج عمل بالمحاماة.
كان ريميه مهتما بالرياضة لمميزاتها التربوية، كما كان مولعا بالشعر والأدب والموسيقى، وفتح قسما أدبيا وفنيًا بنادي ريد ستار، رابع أقدم ناد في تاريخ فرنسا.
الإنجازات
لم يكن ريميه شغوفا بممارسة رياضة معينة، لكنه كرّس نفسه منذ سن مبكرة لتنظيم ممارستها، وعندما بلغ سن الـ24 من عمره أسس مع مجموعة من أصدقائه في أحد مقاهي باريس نادي ريد ستار (النجم الأحمر) المتعدد الرياضات، وذلك في مارس/آذار 1897، وفتح أبوابه أمام الشباب القادمين من عائلات فقيرة.
من هنا بدأت قدرات ريميه على إدارة المنظمات الرياضية بالظهور، فشغل العديد من المناصب الإدارية التي تخدم لعبة كرة القدم.
في عام 1910 ساهم في تأسيس بطولة كرة القدم الأميركية، وهي البطولة الأولى في فرنسا، وكان رئيسها الأول، لكن تطلعاته بقيت قيد الانتظار بسبب الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، إذ كان ريميه حينها ضابطا في الجيش الفرنسي.
وبعد انتهاء الحرب، أسس ريميه الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في 7 أبريل/نيسان 1919، وكان أول رئيس له، كما كانت دورة "أنتويرب" الأولمبية عام 1920 من أفكاره، ثم أصبح رئيسا للفيفا في مارس/آذار 1921، وهكذا صار حلما لديه أن يقيم بطولة عالمية لكرة القدم.
مؤسس كأس العالم
تبلورت فكرة تنظيم المونديال في بداية القرن الماضي، وكادت تبصر النور عام 1904 في سويسرا، لكن مقترح الفرنسي روبرت جورين أول رئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم، قوبل بالرفض.
بعد 24 عاما، عادت الفكرة عبر فرنسي آخر هو جول ريميه رئيس "الفيفا" حينها، والذي استمات من أجل ظهورها وتنفيذها لمدة 9 سنوات، مع صديقه هنري ديلوني السكرتير العام للفيفا.
كان ريميه يملك قدرة كبيرة على الإقناع، ونجح بإصراره عام 1926 في ترشيح لجنة خاصة لدراسة إمكانية إقامة بطولة عالمية، وهدد بتشكيل بطولة عالمية خاصة به إذا لم توافق اللجنة الأولمبية الدولية على الفكرة.
حشد ريميه كل طاقته كي ينجح اقتراحه، وتحقق له ما أراد. وفي مؤتمر الفيفا عام 1928 في زيوريخ، تقرر تنظيم أول مونديال عام 1930.
ومن فرط حماسة ريميه -الذي لُقب بـ"والد كأس العالم والأب الروحي له"، دفع تكلفة صنع كأس البطولة من ماله الخاص، وكان قد صممها النحات الفرنسي أبيل لافلور.
لكن حلم ريميه أوشك على الانهيار حين لم تؤكد أية دولة المشاركة قبل بداية البطولة في الأوروغواي بشهرين، فتدخل بشكل شخصي لإقناع 4 دول أوروبية بالمشاركة، إلى جانب دول أميركا الجنوبية والشمالية.
كان ريميه يطمع في مشاركة أكبر عدد ممكن من الدول في أولى بطولات كأس العالم ليتحقق حلمه، لكن بموافقة 13 دولة فقط على المشاركة.
كأس ريميه
سافر ريميه إلى الأوروغواي للمشاركة في كأس العالم في رحلة بحرية طويلة مع المنتخبات الأوروبية المنافسة، بينما كان يحمل الكأس في حقيبته طوال الوقت.
بداية، حملت الكأس اسم "كأس النصر"، وبمناسبة العيد الفضي لرئاسته للاتحاد الدولي عام 1946 سميت "كأس جول ريميه"؛ تكريما له وتقديرا على مساهمته في تأسيس البطولة.
أشرف ريميه على البطولات الخمس الأولى التي أقيمت في عهده، ثم تعطلت بسبب الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وأقيمت مجددا عامي 1950 و1954. وكان آخر ما قام به ريميه هو الإشراف على هذه البطولة، وتسليمه الكأس لكابتن منتخب ألمانيا الفائز، ثم اعتزل بعدها العمل الرياضي الذي أحبه وكان يبلغ من العمر وقتئذ 81 عاما.
وفي عام 1966، تسلّم قائد منتخب إنجلترا الفائز بالنسخة الثامنة كأس "جول ريميه" من يدي ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية.
كأس ريميه.. قصص استثنائية
ظلت "كأس ريميه" رمزا للتويج تنافست عليه المنتخبات المشاركة 9 مرات، حتى بطولة كأس العالم 1970، عندما فازت بها البرازيل للمرة الثالثة واحتفظت بها للأبد.
وخلال الـ40 عاما، كانت هذه الكأس شاهدة على مواقف طريفة وقصص استثنائية، ففي نسخة 1938 بعد تتويج منتخب إيطاليا بالبطولة، حفظت الكأس داخل قبو وشددت عليها الحراسة داخل أحد مصارف روما.
بعدها ظلت الكأس 6 سنوات كاملة داخل صندوق أحذية تحت سرير نائب ريميه في الفيفا أوتورينو باراسي، حتى انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945، ثم سلمها بنفسه إلى مسؤولين من الفيفا عندما دبت الحياة في البطولة مجددا.
وبعدها بنحو 30 عاما، اختفت الكأس قبل مونديال 1966 في ظروف غامضة، وتم العثور عليها بواسطة كلب. وفي 1983 اختفت ثانية بلا رجعة، فتكفلت شركة أميركية بصنع نسخة مطابقة منها، وتم عرضها في إحدى الواجهات الزجاجية بملعب ماراكانا البرازيلي، لتنتهي قصة "كأس جول ريميه" للأبد،
ثم صممت كأس بديلة اسمها "كأس الاتحاد الدولي"، ما زال التنافس عليها قائما حتى اليوم.
المنتخبات الفائزة بكأس ريميه
الأوروغواي (1930/1950).
إيطاليا (1934/1938).
إنجلترا ( 1966).
ألمانيا (1984).
البرازيل (1958/1962/1970).
الجوائز والألقاب
عام 1956، وهو نفس العام الذي توفي فيه، تم ترشيح جول ريميه لجائزة نوبل للسلام.
عام 1998، تم بناء نصب تذكاري على شرفه خلف كنيسة قرية ثيولي بفرنسا.
عام 2004، منح وسام الاستحقاق، واستلمه حفيده إيف ريميه.
الوفاة
بعد عامين من مغادرته رئاسة الفيفا، توفي ريميه في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1956، وذلك بعد يومين من عيد ميلاده الـ83.