الجنوب برس

تعميم مفاجئ من البنك المركزي اليمني للبنوك المحلية بشأن "الفئة البيضاء" من الدولار الأمريكي 2006 !
اخبار وتقارير الجنوب برس
يُمثل التعميم المفاجئ الذي أصدره البنك المركزي في صنعاء بشأن التعامل بالدولار الأمريكي "الفئة البيضاء" خطوة لافتة لتنظيم السوق النقدية في اليمن.
وقد جاء هذا القرار وسط تقلبات حادة تشهدها الأسواق المالية، مستهدفاً توحيد معايير التعامل المصرفي وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
وتتجه أنظار المحللين الاقتصاديين والمواطنين نحو هذا التعميم الذي يُتوقع أن يُحدث تغييرات ملموسة في آليات التداول بين البنوك والعملاء، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تشهدها البلاد.
تفاصيل التعميم الجديد:
يشتمل التعميم الصادر على عدة تدابير جوهرية لتنظيم التعاملات المالية، حيث أعلن البنك المركزي في صنعاء عن إطلاق عمليات المقاصة والتسويات المالية المباشرة بين المؤسسات المصرفية.
وأوضح البنك أن هذه الخطوة تأتي بعد إدخال تحسينات تقنية على غرفة المقاصة، مما يعزز كفاءة العمليات المصرفية بين البنوك.
كما تضمن التعميم توجيهاً صريحاً للمصارف بضرورة توريد الدولار الأمريكي من الفئة البيضاء حصراً إلى حساباتها النقدية لدى البنك المركزي.
ويتضمن التعميم أيضاً إلزام كافة المؤسسات المصرفية بقبول إيداعات العملاء من فئة الدولار الأبيض، الأمر الذي يعكس مساعي البنك لتوحيد المعايير المالية في السوق.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التوجه ليس جديداً بالكامل، فقد سبق للبنك المركزي في كلٍ من عدن وصنعاء إصدار تعليمات مماثلة تتعلق بالتعامل بالدولار إصدار عام 2006، مع التشديد على رفض التمييز السعري بناءً على تاريخ الإصدار.
وقد أكد البنك المركزي التزامه بالشفافية من خلال التعهد بنشر أي تغييرات تطرأ على الأسعار المعتمدة فور إقرارها.
وفي خطوة تعزز المشاركة المجتمعية في الرقابة، دعا البنك المواطنين إلى الإبلاغ عن أي مخالفات تتعلق بأسعار الصرف عبر أرقام هواتف خصصها لهذا الغرض، مما يشير إلى عزم المؤسسة المالية على فرض الانضباط في السوق النقدية وحماية المستهلكين من الممارسات غير القانونية.
ردود الأفعال والتوقعات الاقتصادية:
أثار التعميم الجديد ردود فعل متباينة في الأوساط المالية والاقتصادية، حيث يرى بعض المحللين أن هذه الخطوة تمثل محاولة جادة لإحكام السيطرة على سوق الصرف وتقليص التذبذبات التي تؤثر على القوة الشرائية للمواطنين.
ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يسهم هذا التعميم في تقليص الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسعر في السوق الموازية، مما يساعد على استعادة الثقة بالعملة المحلية ويحد من المضاربات التي تضر بالاقتصاد الوطني.
من جانب آخر، تساءل بعض المراقبين عن مدى قدرة البنك المركزي على تطبيق هذه الإجراءات في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة والانقسام المؤسسي في البلاد.
وأشارت مصادر مصرفية إلى أن نجاح هذه الخطوة يتوقف على التنسيق بين جميع الأطراف الفاعلة في القطاع المصرفي، وتوفير الآليات اللازمة للرقابة والمتابعة.
وفي الوقت نفسه، يترقب المواطنون انعكاسات هذا القرار على حياتهم اليومية، خاصة فيما يتعلق بأسعار السلع والخدمات الأساسية المرتبطة عادة بتقلبات أسعار صرف العملات الأجنبية.