11/04/2025

بعد اشتدادها.. مفاجآت وتحالفات.. ماذا تحضّر الصين لترامب في "الحرب التجارية"؟

 

اخبار وتقارير الجنوب برس  

 

بينما يحاول الرئيس الأمريكي، دونالد ، تحويل حربه التجارية العالمية إلى مواجهة مباشرة مع الصين، ترسل بكين رسالة مختلفة تماماً، فأسواقها سوف تنفتح على نطاق أوسع، والعالم يستطيع أن يعتمد عليها لتحقيق الاستقرار المنشود.

 

ولأكثر من عقد، حاول القادة الأمريكيون، بمن فيهم ترامب، إعادة توجيه السياسة الاقتصادية الأمريكية واستراتيجيتها الأمنية وتحالفاتها لمواجهة صعود الصين.

 

 ومع ذلك، وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر على ولايته الثانية، ربما تكون رسوم ترامب الجمركية وتخفيضاته في الميزانية، التي تحمل شعار "أمريكا أولاً"، قد أتاحت لبكين أوضح فرصة حتى الآن للهروب من سنوات من الضغط الأمريكي، بحسب تحليل لوكالة "أسوشيتد برس".

 

وفي صراعها من أجل البقاء، تتنافس بكين، المستهدفة الرئيسية لغضب ترامب من الرسوم الجمركية، على موقع في إعادة هيكلة التجارة العالمية للانقضاض على الانعزالية الأمريكية، واستغلال ثغراتها، وكسب نفوذ أكبر.

 

وأعلنت الحكومة الصينية، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة: "يجب على العالم أن يتبنى العدالة ويرفض الهيمنة".

 

ويبدو أن هذه دعوة واضحة للوحدة من الدول التي تواجه رسوماً جمركية مرتفعة من الولايات المتحدة، حيث أجرى قادتها محادثات مع نظرائهم من الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان وغيرها.

 

وقالت الحكومة الصينية في بيان موقف بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية: "بصفتها ثاني أكبر اقتصاد وثاني أكبر سوق للسلع الاستهلاكية، فإن الصين ملتزمة بالانفتاح على العالم على نطاق أوسع، بصرف النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي".

 

وتسببت التحركات الأمريكية بردود فعل مضادة متعددة، بحسب النائب عن ولاية إلينوي، راجا كريشنامورثي، كبير الديمقراطيين في اللجنة المُختارة للحزب الشيوعي الصيني في مجلس النواب.

 

وقال "كريشنامورثي" بعد وقت قصير من كشف ترامب عن خطته التعريفية الأسبوع الماضي: "يجب أن نُشكّل تحالفات أقوى لمنافسة الصين. لكن إدارة ترامب تُصرّ على التخلي عن الشراكات ذاتها التي ساعدت في الحفاظ على قوة الولايات المتحدة وأمنها لأجيال".

 

تتغير اللعبة أيضاً لصالح بكين، كما يتضح من إعلان ترامب عن تعليق مؤقت للتعريفات الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين.

 

هل هي فرصة لبكين؟

يلاحظ غابرييل وايلداو، المدير الإداري في شركة تينيو الاستشارية، في مذكرة أن تعليق ترامب للرسوم الجمركية "يبدو جزئياً على الأقل محاولة لعزل الصين"، وأن بكين الآن "تواجه احتمالات ضئيلة في تشكيل تحالف دولي واسع لمقاومة الرسوم الجمركية الأمريكية، من خلال تشكيل تكتلات تجارية جديدة تستبعد الولايات المتحدة".

 

يوم الأربعاء، قال الديمقراطيون في مجلس النواب إن رسوم ترامب الجمركية، أضرت بالعلاقات مع حلفاء وشركاء رئيسيين في المحيط الهادئ، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وفيتنام، من خلال دفعهم بعيداً عن الولايات المتحدة، ولكن أقرب إلى الصين.

 

قال النائب آدم سميث، الديمقراطي البارز في اللجنة، من واشنطن: "لقد قمنا بشن حرب تجارية ضد كل شركائنا في منطقة آسيا"، كما رأى النائب جو كورتني، الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت: "هذا يقود حلفاءنا في الاتجاه الخاطئ".

 

بعد وقت قصير من إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية "المتبادلة" في 2 أبريل/نيسان، وصف كريشنامورثي هذه الخطوة بأنها "استسلام كامل للقيادة الأمريكية العالمية، ولن تفيد سوى الحزب الشيوعي الصيني".

 

الصين تشق طريقها

ومع اشتداد حرب الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، أجرى رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ محادثة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

 

 وأكد "لي" أن الصين "مستعدة للعمل مع الجانب الأوروبي لتعزيز التطور السليم والمطرد للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي".

 

 وأضاف أن البلدين "أهم شريكين تجاريين لبعضهما البعض"، وأن اقتصاديهما "متكاملان للغاية"، ومصالحهما "متشابكة بشكل وثيق".

 

 

وأكدت فون دير لاين على مسؤولية أوروبا والصين في دعم نظام تجاري قوي ومُصلح "ردًا على الاضطرابات واسعة النطاق التي سببتها الرسوم الجمركية الأمريكية". 

 

لكنها أخبرت "لي" أيضاً أن الشركات الأوروبية بحاجة إلى تحسين وصولها إلى السوق الصينية.

 

في مكالمة فيديو أُجريت يوم الخميس، صرّح وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو للمفوض التجاري الماليزي بأن الصين مستعدة للعمل مع شركائها التجاريين وحل مخاوفهم "في جهد مشترك لحماية النظام التجاري متعدد الأطراف".ارم نيوز