الجنوب برس

مليشيا الحوثي في مقدمة المتورطين.. تصفية 33 أكاديميا في تقرير يوثق تصفية ممنهجة للأكاديميين في زمن الحرب في 12 محافظة يمنية
• (متابعات) الجنوب برس
في تقرير نوعي صدر تحت عنوان "حرب ضد العقول"، كشفت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان، ومقرها هولندا، عن حصيلة صادمة لانتهاكات استهدفت الأكاديميين اليمنيين خلال عقد من الصراع، مؤكدة أن الجامعات لم تعد ساحات للعلم، بل ميادين لتصفية النخب الفكرية.
التقرير وثّق مقتل 33 أكاديمياً وإصابة 98 آخرين، بينهم 9 نساء، في 12 محافظة يمنية، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي تتحمل النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات، التي تنوعت بين الإعدامات الميدانية، والاغتيالات، والاعتقالات، والتعذيب حتى الموت، إضافة إلى القصف المدفعي واستهداف الأحياء السكنية والجامعات.
من بين الحالات الموثقة، توفي أربعة أكاديميين تحت التعذيب في سجون الحوثيين، بينهم أساتذة بجامعة صنعاء فارقوا الحياة بعد الإفراج عنهم بأسابيع، في ظروف صحية حرجة. كما سجلت العاصمة صنعاء أعلى عدد من الضحايا، بواقع 11 حالة قتل، ست منها على يد الحوثيين، وثلاثة بغارات جوية، وحالتان ضد مجهولين.
وفي عدن، وثّق التقرير مقتل ستة أكاديميين، بينهم أستاذتان قضتا برصاص قناصة الحوثيين أثناء اجتياح المدينة عام 2015. كما سجلت حالات قتل في الحديدة، ذمار، تعز، صعدة، وعمران، بينها تصفية أكاديمي فلسطيني في جامعة صعدة، زعمت الجماعة وفاته بفيروس كورونا.
التقرير أشار إلى أن 19 أكاديمياً قضوا بعمليات اغتيال وتصفية جسدية، تسع منها على يد الحوثيين، وثلاث على يد تشكيلات مسلحة غير خاضعة للحكومة، فيما بقيت سبع وقائع ضد مجهولين. كما قتل ثمانية أكاديميين بالقصف الجوي والمدفعي، خمس منهم بقصف حوثي، وثلاثة بغارات التحالف.
في جانب الإصابات، سجلت المنظمة 98 حالة، أبرزها في صنعاء (35 إصابة بينها 6 نساء)، تليها تعز، إب، وعدن، وتوزعت البقية على محافظات أخرى، وتنوعت بين إطلاق نار، تفجيرات، اعتداءات جسدية، ودهس متعمد.
من بين الضحايا ثلاث أكاديميات بارزات في جامعة عدن، إحداهن قُتلت برصاص قناص حوثي، وأخرى بقصف مدفعي، فيما تعرضت عميدة كلية العلوم الدكتورة نجاة علي مقبل لعملية اغتيال نسبت إلى جهات مجهولة.
رايتس رادار طالبت بالإفراج الفوري عن الأكاديميين المعتقلين، ووقف التدخلات في الجامعات، وصرف الرواتب المتوقفة، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على كافة الأطراف، وفي مقدمتها جماعة الحوثي، لحماية الأكاديميين وصون حياتهم وحرياتهم.
وأكد التقرير أن استهداف الأكاديميين في اليمن لم يكن عرضياً، بل يمثل "جريمة ممنهجة ضد العقول"، انعكست بشكل خطير على العملية التعليمية، وحوّلت الجامعات إلى ساحات صراع سياسي وعسكري، على حساب رسالتها الأكاديمية.