08/07/2025

بن حمد والوحدة اليمنية.. التي فشلت عقب غزو الشمال وإحتلال الجنوب   

 

• (متابعات) الجنوب برس  

 

سعدت حقيقة وليس مجازا، بتعليق الأستاذ حجيلان بن حمد على مقالي يوم أمس بعنوان: ماذا يعني استقبال الزبيدي في مقر مجلس التعاون.

بداية من المهم جدا، فتح حوار للمعارض والمؤيد لفكرة ضم الجنوب العربي أي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أو الجنوب العربي ولن نختلف على التسمية لأن منطقتنا لا زالت بطور التكوين بكل تأكيد، ولكن المعني هنا عدن ومحافظاتها الممتدة من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا، وعليه من مهم توضيح التالي:

أولا: قلتها وأكررها أنا مع الوحدة من كابول شرقا حتى نواكشوط غربا، والشيطان يكمن في التفاصيل التي عجز العقل العربي أن يستوعبها منذ فجر التاريخ، والتاريخ أثبت لنا أن أي وحدة بالقوة تفشل وها هو التاريخ أمامنا، ولن أخترع العجلة من جديد ولم آتِ بشيء من عندي.

ثانيا: لنا بتجارب الشعوب المجاورة خير مثال؛ فالوحدة الاوربية استغرق بناؤها نصف قرن، لقد بنوها طوبة طوبة وليس نحن العرب يقوم من النوم حاكم ويغزو بلد مجاور، ويقول هذه وحدة مثلما حدث بالغزو العراقي للكويت، ومثلما حدث بالغزو الشمالي للجنوب اليمني عام 1994، ولا زال الشعبان يعانيان من تلك الوحدة القسرية حتى اليوم .

ثالثا: تطرق السيد حجيلان بن حمد لبيان لدول مجلس التعاون الخليجي الذي عُقِدَ في أبها عام 1994 على إثر غزو الشمال للجنوب بعد إعلان علي سالم البيض فك الارتباط الذي عقده مع علي عبد الله صالح للوحدة، في ذلك البيان يا سيد حجيلان كان واضحا الموقف الخليجي الرافض لذلك الضم قسريا، وإن لم يتضح ذلك لك أرجو مراجعته وقراءته بتمعن.

رابعا: من أنجح تجارب الوحدات في المنطقة التجارب الخليجية التي ينعتها البعض بالمجتمعات البدوية، التجربة الأولى السعودية التي وحَّد بها ابن سعود أطراف المملكة المترامية، والتجربة الثانية الوحدة الإمارات العربية المتحدة، والتجربة الثالثة العمانية، والدليل وحدة صامدة وتزدهر وتتطور يوما بعد يوم، وأنا شخصيًّا أفتخر بذلك كخليجي، وهذه التجارب تؤكد على أن الوحدة بين الدول لا تتم إلا بالترتيب والتوافق ولا أدل على فشل ذلك إلا تفكك و انهيار كل مشروعات توحيد مجتمعات المنطقة لسبب بسيط وهي لم تقم على تفاهمات، ولا تراضٍ، ولا أخذ رأي الشعوب التي هي بالنهاية من سيطبق عليها الوحدة وهي صاحبة الحق بقبول أو رفض تلك الوحدة مثلما أخذ رأي شعوب أوروبا قبل إعلان الوحدة الأوربية التي استغرق الإعداد والترتيب لها قرابة نصف قرن، صحيح لم يؤخذ رأي الشعوب الخليجية، ولكن الأمور في النهاية تقاس بخواتيمها لأننا كشعوب نريد العنب وليس الناطور.

المراد الاعتراف الخليجي بعودة دولة الجنوب وضمها لمجلس التعاون الخليجي هو مكسب خليجي على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ فالجنوب هو العمق الاستراتيجي لدول الخليج، والممر المائي البديل عن مضيق هرمز الذي كلما اهتز الخليج لوحوا بإغلاقه، وإيجابيات ذلك ستكون أضعاف أضعاف سلبياته.

فهل من مستجيب لذلك؟

هذا ما آمله...

انور الرشيد كاتب ومحلل سياسي كويتي