الجنوب برس
إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا.. "اختبار" للعلاقات بين بكين وبيونغ يانغ
اخبار وتقارير الجنوب برس
فيما تتسارع التقارير التي تؤكد إرسال كوريا الشمالية جنود إلى إقليم كورسك الروسي المحاذي للحدود مع أوكرانيا، ليدعموا قوات الكرملين في غزوها لأوكرانيا، قد تترك هذه التطورات أثراً على علاقة بيونغ يانغ ببكين، خاصة أنها تثير قلق الصين.
وأوضح خبراء تحدثوا إلى موقع "صوت أميركا" الإخباري، أن الصين قد تشعر بالقلق من إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا، بسبب أن حلف شمالي الأطلسي "الناتو" ينظر إلى بيونغ يانغ على أنها "منطقة نفوذ مهمة لبكين".
وأفاد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روت، الإثنين، بأن كوريا الشمالية نشرت وحدات عسكرية في منطقة كورسك، وذلك بعد جاء أن أطلعت وفود كورية جنوبية أعضاء الناتو وأستراليا واليابان ونيوزيلندا على تورط كوريا الشمالية في حرب الكرملين على أوكرانيا.
واعتبر روت أن نشر القوات الكورية الشمالية إلى جانب إرسالها شحنات ذخيرة وصواريخ باليستية، يمثل "توسعًا خطيرًا في حرب روسيا"، ويشكل تهديدًا لأمن منطقتي المحيطين الهندي والهادي والأطلسي الأوروبي.
ولفت الأمين العام لحلف الناتو إلى إلى أن روسيا قد تكون تقدم لكوريا الشمالية "تقنيات عسكرية ودعمًا آخر" لتجاوز العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وتُقدر الولايات المتحدة أن كوريا الشمالية أرسلت حوالي 10,000 جندي للتدريب في شرق روسيا.
وأعرب محللون عن قلقهم من أن هذا التطور قد يزيد الضغط على الصين، خاصة أن تحالف كوريا الشمالية مع روسيا قد يدفع الناتو لتعزيز علاقاته مع كوريا الجنوبية، مما يضع بكين في موقف حساس.
وفي هذا الصدد، صرح رامون باشيكو باردو، أستاذ العلاقات الدولية في كلية كينغز في لندن، الذي سبق أن شارك في وفود الاتحاد الأوروبي لمحادثات مع كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين واليابان، بأن "على الصين أن تكون قلقة من زيادة تركيز الناتو على كوريا الشمالية، خاصة أن العديد من أعضاء الحلف يرون أن بكين تقدم دعمًا غير مباشر لبيونغ يانغ".
وأوضح باشيكو باردو أن نشر قوات كوريا الشمالية في روسيا، "قد يدفع الناتو لمتابعة أنشطة بيونغ يانغ في مجالات الأمن السيبراني وبرامج الأسلحة النووية، مما قد يؤثر أيضًا على الصين".
من جانبها، ترى بكين ترى في كوريا الشمالية منطقة عازلة بينها وبين القوات الأميركية الموجودة في كوريا الجنوبية، وتعتبر بيونغ يانغ شريكًا اقتصاديًا مهمًا لها، حيث تعمل على دعم النظام الكوري الشمالي اقتصاديًا على الرغم من العقوبات الدولية المشددة.