20/09/2024

تخفيف تكاليف الإنترنت الفضائي “ستارلينك” في اليمن: حل جماعي وفعال

في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها اليمن، أصبحت تكاليف الحصول على خدمات الإنترنت الفضائي مثل “ستارلينك” عقبة أمام الكثير من الأفراد والعائلات. مع ذلك، هناك حلول مبتكرة يمكن أن تخفف من عبء هذه التكاليف وتجعل الإنترنت متاحًا لشريحة أوسع من المجتمع. من بين هذه الحلول، فكرة التعاون الجماعي لشراء جهاز “ستارلينك” وتقاسم تكاليف الاشتراك الشهري.

ما هو الإنترنت الفضائي “ستارلينك”؟

“ستارلينك” هو مشروع تقدمه شركة “سبيس إكس” لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. يتميز هذا النظام بتقديم سرعات إنترنت عالية في المناطق النائية والتي لا تصل إليها الشبكات الأرضية التقليدية. ومع ذلك، تكمن التحديات في ارتفاع تكاليف الجهاز بالإضافة إلى رسوم الاشتراك الشهري، وهو ما يجعلها خدمة مكلفة بالنسبة للكثير من الأسر في اليمن.

الفكرة: مشاركة التكاليف بين مجموعة من المستخدمين

الفكرة بسيطة وفعالة في الوقت ذاته: بدلاً من أن يتحمل فرد واحد تكلفة شراء جهاز “ستارلينك” ودفع فاتورة الاشتراك الشهري بمفرده، يمكن لمجموعة من الأشخاص أن يشتركوا في تحمل هذه التكاليف معًا. يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص من سكان نفس العمارة، الحي، أو حتى قرية بأكملها.

كيفية تطبيق الفكرة؟

    1.    شراء جهاز ستارلينك مشترك:
تبدأ الخطوة الأولى بتعاون مجموعة من الأفراد لشراء جهاز “ستارلينك”. هذا الجهاز سيكون مشتركًا بينهم، وبالتالي سيتم تقاسم تكلفة شرائه. إذا كانت المجموعة كبيرة، فإن المساهمة المالية لكل فرد ستكون صغيرة نسبيًا مقارنةً بشراء الجهاز بشكل فردي.
    2.    تقسيم تكلفة الاشتراك الشهري:
بمجرد تثبيت الجهاز، تأتي الخطوة التالية وهي دفع فاتورة الاشتراك الشهري. أيضًا، يمكن تقسيم هذه التكلفة بين جميع المشتركين في المجموعة. على سبيل المثال، إذا كانت التكلفة الشهرية للاشتراك 100 دولار وكان هناك 10 مشتركين، فإن كل شخص سيدفع 10 دولارات فقط.
    3.    مشاركة الإنترنت عبر شبكات Wi-Fi:
بعد تركيب الجهاز وتفعيله، يتم توزيع الإنترنت على جميع المشتركين. يمكن استخدام جهاز “رواتر” (Router) لنشر الإنترنت عبر شبكة Wi-Fi، مما يتيح للجميع الاتصال بالشبكة. في حال كانت المنطقة واسعة، مثل قرية، يمكن استخدام مقويات الإشارة أو شبكة Wi-Fi Mesh لضمان وصول الإشارة إلى الجميع بشكل جيد.

مزايا هذا الحل التعاوني

    1.    خفض التكاليف بشكل كبير:
من أبرز مزايا هذا الحل هو تخفيف العبء المالي عن الأفراد. بدلاً من أن يتحمل شخص واحد تكلفة الجهاز والاشتراك بالكامل، يتم تقسيمها بين المجموعة، مما يجعل الخدمة أكثر قدرة على تحمل التكاليف.
    2.    زيادة الوصول إلى الإنترنت:
يساهم هذا الحل في توسيع نطاق المستفيدين من الإنترنت السريع. المناطق النائية أو التي تفتقر لخدمات الإنترنت الأرضي يمكنها الاستفادة من هذه الخدمة المشتركة، مما يحسن مستوى الاتصال ويساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي والتعليم عن بعد.
    3.    تعزيز التعاون المجتمعي:
تطبيق هذه الفكرة يعزز روح التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع. سواء كانوا من نفس الأسرة أو الجيران في نفس المنطقة، فإن العمل الجماعي لتحقيق هدف مشترك يسهم في بناء علاقات أقوى ويخلق إحساسًا بالتضامن.

مثال عملي:

لنفترض أن تكلفة شراء جهاز “ستارلينك” هي 500 دولار وتكلفة الاشتراك الشهري 100 دولار. إذا قررت 10 أسر في قرية ما الاشتراك معًا:

    •    تكلفة شراء الجهاز لكل أسرة = 50 دولار (500/10).
    •    تكلفة الاشتراك الشهري لكل أسرة = 10 دولار (100/10).

بهذه الطريقة، تحصل كل أسرة على إنترنت فضائي سريع بتكلفة زهيدة نسبيًا مقارنة بالاشتراك الفردي، مما يتيح لهم الاستفادة من الخدمة دون أن يثقلهم العبء المالي.

الخلاصة

في ظل تزايد الحاجة إلى الإنترنت في العالم المعاصر، لا سيما في مجالات التعليم والعمل عن بُعد، فإن التفكير في حلول جماعية لتقاسم تكاليف الخدمات التقنية يعتبر خطوة ذكية وفعالة. فكرة مشاركة تكاليف الإنترنت الفضائي “ستارلينك” في اليمن هي مثال حي على كيفية تسخير التعاون الجماعي لتخفيف التكاليف وتوفير خدمة أساسية لأكبر عدد ممكن من الناس. هذا النوع من الحلول قد يكون بداية لتغيير حقيقي في حياة الأفراد والمجتمعات، مما يساهم في تحسين جودة الحياة وفتح أبواب جديدة للتعلم والابتكار.