تطبيقات تتبع السيارات تُستخدم كأسلحة ضد النساء
تُستخدم تطبيقات تتبع السيارات التي تتيح للمستخدمين تحديد موقع السيارة ومراقبتها عن بُعد، كأسلحة ضد النساء من قبل شركائهن المسيئين.
وفي إحدى الحالات، هربت سمسارة العقارات كريستين دودال من منزلها بعد زواج دام 10 سنوات تقريباً. ولاحظت دودال (59 عاماً) أكثر من مرّة ظهور رسالة جديدة غريبة على الشاشة الداخلية في سيارتها، عن خدمة لتحديد الموقع اسمها «أمبرايس». وبعد بحثها على الإنترنت، أدركت أن زوجها كان يتعقّبها.
علمت دودال أنّ «أمبرايس» كانت جزءاً من «مرسيدس مي»، وهي مجموعة من الخدمات الإلكترونية الخاصّة بالسيارة والتي يستطيع الزبون الوصول إليها بواسطة تطبيق هاتفي. استخدمت الضحية تطبيق «مرسيدس مي» لتسديد دفعات قرض السيارة فقط، ولم تكن تعلم أنّ التطبيق يُستعمل أيضاً لتعقّب موقع السيارة.
وفي إحدى الليالي، عندما كانت تزور صديقاً في منزله، أرسل زوجها رسالة للصديق تحتوي على إيموجي الإبهام المرفوع، ورصدت كاميرا مراقبة قريبة سيّارته وهي تسير في المنطقة.
اتصلت دودال بخدمة زبائن شركة «مرسيدس» في محاولة منها لإلغاء وصول زوجها الرقمي إلى سيارتها، إلّا أنّ القرض والملكية كانا باسمه. وعلى الرغم من أنّها كانت هي مَن تسدّد دفعات القرض، وتحمل أمراً قضائياً بإبعاد زوجها عنها، وآخر يسمح لها وحدها باستخدام السيارة خلال دعوى الطلاق، أخبرها ممثلو الشركة بأنّ زوجها هو زبونهم وأنّه يستطيع الإبقاء على وصوله الرقمي إلى موقع السيارة.
ووفقاً لدراسة أجرتها شركة "أبحاث السوق العالمية"، فإنّ مبيعات تطبيقات تتبع السيارات من المتوقع أن تنمو بمعدل سنوي مركب قدره 24.6% من عام 2023 إلى عام 2028. وتزداد هذه التطبيقات شعبيةً بشكلٍ خاص بين الشباب، حيث أفاد 57% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً بأنهم يستخدمون تطبيقات تتبع السيارات.
وتُثير هذه الزيادة في استخدام تطبيقات تتبع السيارات مخاوف بشأن إمكانية استخدامها لأغراض مسيئة. وتقول باحثة العنف الأسري، الدكتور شيرلي تومبكينز، إنّ تطبيقات تتبع السيارات يمكن أن تُستخدم لمراقبة النساء وتهديدهن وإيذائهن.
وأضافت تومبكينز: "يمكن أن يستخدم الشريك المسيء تطبيق تتبع السيارات لمطاردة شريكته أو تعقبها أو حتى تتبعها إلى منزل صديق أو عائلة".
وطالبت تومبكينز شركات صناعة السيارات باتخاذ إجراءات لمكافحة استخدام تطبيقات تتبع السيارات لأغراض مسيئة. واقترحت الشركة أن تمنح النساء القدرة على إلغاء وصول أزواجهن إلى تطبيقات تتبع السيارات، حتى لو كان الأزواج هم أصحاب السيارات.