الجنوب برس

أمريكا والصين استفادوا... وهو وحده من دفع الثمن.. نشير غواديا.. العقل العبقري الذي شارك في اختراع الشبح و انتهى خلف القضبان
اخبار وتقارير الجنوب برس
هندي شارك في تصميم الطائرات الشبحية : القاذفة الشبح B-2 Spirit
واليوم... يقبع في سجن أمريكي شديد الحراسة، محكومًا بـ 32 عامًا، قد لا يغادرها حيًّا.
وُلد "نشير غواديا" عام 1944 في مدينة بومباي بالهند.
منذ صغره، لفت الأنظار بذكائه الاستثنائي، حتى قيل إنه حصل على ما يعادل الدكتوراه في عمر الخامسة عشرة.
وفي التاسعة عشرة، انتقل إلى الولايات المتحدة لدراسة هندسة الطيران، وأصبح لاحقًا مواطنًا أمريكيًا عام 1969.
بعد عام فقط، التحق بشركة نورثروب، في توقيت كانت فيه الولايات المتحدة تبحث عن "طائرة لا تُرى"، بعد خسائر الطيران في فيتنام.
كُلّف بالمشاركة في مشروع سري يُعرف باسم Blueberry Milkshake، وكرّس نحو 20 عامًا لتطوير نظام الدفع الخاص بالقاذفة B-2.
غواديا لم يبالغ حين قال:
"الهندسة بأكملها جاءت مني"
فهو من صمّم العادم الذي لا يُرصد بالرادار أو بالأشعة تحت الحمراء — جوهرة جعلت من B-2 أسطورة طيران لا تُكتشف.
لكن القصة تأخذ منعطفًا قاتمًا…
عام 1986، ترك الشركة بعد إصابته بمرض نادر، وافتتح مكتبًا استشاريًا في نيومكسيكو.
وبعد خلاف مع وكالة DARPA عام 1997، سُحب منه التصريح الأمني، فبدأ يشعر بأنه تم التخلي عنه، وقال ذات مرة:
"كنت أحد آباء B-2 الشبح... ونُسيت."
امتلك فيلا بـ3.5 مليون دولار في هاواي، وكان يُسدد 15 ألف دولار شهريًا كأقساط عقارية.
ومع ضيق الحال، بدأ البحث عن "دخل سريع"... وهنا بدأ المنحدر.
في 2003، بدأ غواديا تعاونًا سريًا مع مسؤولين صينيين.
سافر إلى مدن مثل شنتشن وتشنغدو، واستخدم أسماء مستعارة مثل: Catch a Monkey
هدفه: نقل خبرته في تصميم عوادم تخفّي للرادار والحرارة لصواريخ كروز صينية شبحية.
تلقى مقابل ذلك أكثر من 110,000 دولار.
عام 2005، داهم عملاء الـFBI منزله...
50 صندوقًا من الأدلة: كمبيوترات، رسائل، خرائط، وأسرار عسكرية.
وفي التحقيق، نطق بالحقيقة كاملة:
> "ما فعلته هو تجسس وخيانة. لقد ساعدت الصين على صناعة صاروخ كروز شبح."
بدأت محاكمته عام 2010، ودافع محاموه بأن المعلومات لم تكن "سرية"، لكن القاضية رفضت هذا الادعاء.
أُدين بـ14 تهمة، بينها انتهاك قوانين تصدير السلاح والتجسس العسكري، وصدر الحكم:
32 عامًا في سجن مشدد الحراسة في كولورادو.
لكن... لم تنتهِ القصة.
في مايو 2025، التُقطت صور أقمار صناعية لطائرة مسيّرة صينية تُشبه بشكل مذهل القاذفة B-2
تصميم الجناح، العادم، وحتى الهيكل الخفي... كلها تُذكّر بما صمّمه غواديا.
محللون يعتقدون أنها جزء من برنامج H-20 الصيني السري — وأن أسراره... باتت في الجو.
ابنه أشتون غواديا حاول الطعن في الحكم، وقال إن المحاكمة كانت منحازة وإن الـFBI "سيطر على السرد"
لكن شهادة الأب كانت حاسمة:
"نعم، لقد خنتُ
نشير غواديا، عبقري الهندسة الشبحية، قدّم عصارة عقله لأمريكا فصنعت بها القاذفة B-2، وشارك أسراره مع الصين فربما طارت بها H-20.
لكن النتيجة كانت واحدة:
الاثنتان حلّقتا... وهو سقط.
الولايات المتحدة استخدمت عبقريته، ثم رمته بعد أن انتهى دوره.
الصين استثمرت في يأسه، ثم طارت بنتائج جهده.
أما هو، فانتهى خلف القضبان، مدفونًا حيًّا في سجنٍ لا تُرى منه سماء ولا حرية.
قصة عبقري... خانته بلاده الأولى، واحتوته الثانية، ثم خانها هو بنفسه، فخسر الكل:
الشرف، الحلم، والحرية.
درس قاسٍ لكل من يظن أن العبقرية وحدها تحميك، أو أن الدول الكبرى تُكافئ الولاء دون حساب.
في نهاية اللعبة... الجميع يحسبها مصالح، وأنت وحدك من تُحاسب.