16/05/2025

تحليل | مايكل جوردان أعطى برشلونة وصفة لإسقاط ريال مدريد..! مواجهة مبابي ورفاقه بالثقة في صغار لا ماسيا.! 

 

اخبار وتقارير الجنوب برس  

 

توج برشلونة بلقب الدوري الإسباني بعد فوزه على إسبانيول، ليصبح متقدمًا بفارق سبع نقاط عن ريال مدريد، صاحب المركز الثاني قبل جولتين فقط من نهاية الموسم، محققًا لقب الدوري في موسمه الأول مع المدرب هانز فليك.

وجاء تتويج النادي الكتالوني رغم أن أغلب الترشيحات كانت تصب لصالح حامل اللقب وبطل دوري أبطال أوروبا ريال مدريد، الذي كان أكثر استقرارًا مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وقد أضاف إلى تشكيلته أحد أفضل مهاجمي العالم وهو كيليان مبابي، لكن البارسا أثبت أن كرة القدم هي لعبة تعتمد على أكثر من جانب.

مواجهة مبابي ورفاقه بالثقة في صغار لا ماسيا

في حين كان ريال مدريد يتعاقد مع كيليان مبابي ويُزين صفوفه بأحد ألمع لاعبي كرة القدم، كان برشلونة يفكر في اتجاه آخر، الثقة في أبناء لا ماسيا، حيث قال رئيس البلوغرانا خوان لابورتا عن التعاقد مع مبابي: "بصفتي لاعبًا، هذا ليس خبرًا سارًّا. أُفضّل استراتيجيتنا القائمة على الثقة في مشروع يضمّ لاعبين مُنتَجين في لا ماسيا".

بالطبع، كانت هذه الاستراتيجية جزئيًا نتيجةً للضرورة، نظرًا للمشاكل المالية المستمرة التي يعاني منها النادي الكتالوني، إلا أن برشلونة حقق نجاحًا كبيرًا سابقًا مع نجوم أكاديميته، مثل لامين يامال وكوبارسي وبيدري وغيرهم.

دور هانز فليك ومقولة مايكل جوردان

وصول فليك أعاد الثقة للنادي، اهتم بالتفاصيل لدرجة أن غرفة خلع ملابس الفريق أصبحت مزينة باقتباسات تحفيزية من رموز مثل مايكل جوردان، حيث يجسد أسطورة كرة السلة فلسفة فليك الكروية الجريئة.

النجم الأسطوري الأمريكي هو من قال ذات مرة: "الموهبة تُكسب المباريات، لكن العمل الجماعي والذكاء يُكسبان البطولات".

لم يُضيع فليك وقتًا في كسب ود الجماهير واللاعبين وإعادة توحيد اللاعبين وإخراج أفضل ما لديهم، فلاعب مثل رافينيا كان يقال إنه سيتم بيعه، وأقنعه باللعب على الجناح الأيسر رغم أن قوته على اليمين. ثقة اللاعبين كانت المفتاح للمدرب الألماني.

اعترف لاعب خط الوسط بيدري في مقابلة مع صحيفة موندو ديبورتيفو قائلاً: "إنه بارعٌ للغاية عندما يتحدث إلى اللاعبين. إنه قريبٌ جدًا من الفريق؛ شخصٌ يحب التحدث معنا. كما أنه يستمتع بالمزاح، ولكنه ليس دائمًا جادًّا كما يبدو. إنه دائمًا على دراية بما نحتاجه، ونحن نقدّر ذلك. ومع ذلك، عندما يتعين أخذ الأمور على محمل الجد، فإنه يفعل ذلك".

هانز فليك كانت له بصمة تكتيكية واضحة، الفريق أصبح لديه هجوم ساحق لا يعتمد على لاعب واحد فقط، بل على أكثر من مفتاح لعب، وأظهر أفضل ما لدى يامال ورافينيا وليفاندوفسكي "العجوز" الذي كان يروج هو الآخر لبيعه، وجعل الفريق صاحب شخصية وعلمه كيف يضغط وكيف يلعب بدفاع متقدم، ومصيدة التسلل التي كانت سببًا في هزيمة ريال مدريد طوال الموسم.

طاقة برشلونة العالية بتشكيلة محدودة

بفضل العمل الرائع الذي قام به فليك وفريقه المتميز من مدربي القوة واللياقة البدنية، اكتسب برشلونة مستوى من القدرة على التحمل، مكّنه من مواصلة الضغط على المنافسين ومضايقتهم ومضايقتهم حتى صافرة النهاية، رغم أن قوة برشلونة تكمن في تشكيلته الأساسية أكثر من أي شيء آخر.

 

ففي الدوري الإسباني 2024-25

كان الضغط وكسب الكرة من الثلث الهجومي

برشلونة عدد المباريات 36. كسبها 193

أتلتيك بيلباو عدد المباريات 36. كسبها 163

ريال بيتيس عدد المباريات 36. كسبها 160

 

قال بيدري، الذي استفاد أكثر من أي شخص آخر من برنامج اللياقة البدنية الجديد: "نعمل بجهد أكبر بكثير من ذي قبل، وقد لاحظتم ذلك في المباريات. لا يتراجع مستوى الفريق بعد الدقيقة 70 أو 80، بل يحافظ على نفس مستويات الطاقة".

كلام بيدري تجسده الأرقام، فمرارًا وتكرارًا طوال موسم 2024-25، نجح برشلونة في العودة من التأخر ليفوز، كما أن الفريق هو أكثر فريق سجل أهدافًا في الدقائق الـ15 الأخيرة من مبارياته (22 هدفًا)، وهو أكثر من كسب الكرة من مناطق متقدمة كما يوضح الجدول أعلاه، بفارق كبير عن بيلباو صاحب المركز الثاني.

يامال الصغير وليفاندوفسكي الكبير

يامال (17 عامًا) كان صاحب أكبر عدد من التمريرات الحاسمة، وروبرت ليفاندوفسكي (36 عامًا) تفنن في تمزيق شباك الخصوم، حيث استعاد ذكريات الماضي بموسمه الأكثر غزارة في التهديف منذ انضمامه إلى برشلونة، ومعهما رافينيا بقدرته على التسجيل والصناعة وصناعة الفرص. كان الخط الهجومي فعالاً تمامًا على الطرفين وفي العمق حتى.

اعلن جمهور برشلونة قادمون يا اوروبا ورفعه اللاعبين وطبقوه في الواقع   

ففي كل المسابقات الأوروبية 2024-25

خاض برشلونة 58 مباراة وحقق 169 هدف

يليه باريس سان جيرمان في 55 مباراة احرز 141 هدف

ثم بايرن ميونخ الذي لعب 50 مباراة سجل 134 هدف

 

لم يُخرج فليك أفضل ما لدى ليفاندوفسكي أو رافينيا ويامال فحسب، بل نجح أيضًا في حثّ اللاعبين البدلاء على تقديم مساهمات مهمة والبقاء سعداء من دون سخط، وفيران توريس أوضح مثال على ذلك، حيث كان من الممكن أن يشعر الدولي الإسباني بالإحباط من جلوسه بديلاً خلف يامال وليفاندوفسكي ورافينيا، لكنه بدلًا من ذلك، لعب دورًا محوريًّا في نجاح برشلونة في البطولة، سواءً كبديل وبالذات لليفاندوفسكي المصاب مؤخرًا.

ربما كان ريال مدريد يتمتع بموهبة وجودة في التشكيلة التي تضم عدد من أفضل لاعبي العالم وبقيمة مالية كبيرة جدا مقارنة ببرشلونة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعمل الجماعي والذكاء، والعمل التكتيكي الكبير، كان فليك ولاعبوه في مستوى فريد من نوعه.

بداية قوية ونهاية أقوى

حقق فريق فليك بداية قوية في الدوري الإسباني، محرزا 11 فوزًا من أول 12 جولة، لكن سلسلة انتصار واحد فقط في ثماني مباريات فقط -بما في ذلك أربع هزائم- بين أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني وأواخر يناير/ كانون الثاني، جعلته يتراجع إلى المركز الثالث في الترتيب.

لكن رجال المدرب الألماني أنهوا الموسم بقوة كما بدأوا، وحصدوا لاحقًا 46 نقطة من مبارياتهم الـ 16 التالية في الدوري، بما في ذلك فوزهم 4-3 في الكلاسيكو على ريال مدريد يوم الأحد الماضي.