08/07/2025

الشيخ "الجاسوس".. اليهودي اليمني

 الذي تحول لأبرز أئمة المسجد الأقصى وماهو الخطأ الذي ارتكبه ليتم كشفه

 

اخبار وتقارير الجنوب برس  

 

 الحكاية من ملفات المخابرات المصرية، وهي أن يهودي يمني هاجر من اليمن إلى فلسطين عام ١٩٤٦م مع مجموعة من اليهود اليمنيين الذين التحقوا بإحدى مستعمرات الصهاينة فيها، وهناك جندته المخابرات الصهيونية (الموساد الاسرائيلي) لحسابها تمهيدََا للحرب التي كان يعد لها الصهاينة لتأسيس دولة الكيان الصهيوني عام ١٩٤٨م .

هذا اليهودي تنكر على أنه رجل دين مسلم وأطلق على نفسه اسم الشيخ فاضل عبدالله ، واتخذ الإسلام ستارا لعمله لحساب الموساد ، كان حاد الذكاء عمل على حفظ القرآن كاملا بتفسيره وعلومه ، ليس هذا وحسب بل أخذ يؤم المسلمين أحيانا في المسجد الأقصى بالقدس .

وبعدها انتقل إلى مدينة خان يونس ، وفي مسجد خان يونس كان يقضي معظم أوقاته يرتل القرآن ويقيم الصلاة ويعظ الناس ويشرح لهم أمور دينهم ودنياهم .

فأحبه الناس ووثقوا به والتفوا حوله ، ومن ناحية أخرى أظهر الشيخ فاضل تأييدا قويا للمجاهدين في فلسطين وكان يحفزهم على القتال ويدعو لهم بالنصر على الأعداء .

وقد أعرب عن نفاقه المحكم حين دخلت قوات الشهيد أحمد عبد العزيز المصرية الى خان يونس في سنة ١٩٤٨م فكان يؤم المصلين من الجنود ويرتل القرآن ويدعوا لهم بالنصر وراح يردد دوما كلمتي ( الله أكبر .. الله أكبر ).

وعندما بدأت الحرب العربية – الصهيونية في مايو ١٩٤٨ ، اتصل بالقوات المصرية التي شاركت في الحرب هناك وأخذ يتقرب من قائدها الضابط أحمد عبد العزيز ونائبه الضابط كمال الدين حسين ( أحد أعضاء الضباط الأحرار بعد ذلك والذي شارك في ثورة ٢٣ يوليو في مصر على النظام الملكي عام ١٩٥٢ ) وأخذ يتردد على المعسكر المصري على أنه شيخ دين تقي ليؤم المصلين من الجنود المصريين .

ولكن بعد فترة لاحظ جهاز المخابرات المصرية المصاحب للقوات المصرية في مدينة خان يونس أن هذا الشيخ كان يختفي أحيانا لعدة ساعات كل يوم عند منتصف الليل ، فأخذ رجال المخابرات يراقبون تحركاته بعد أن أخذت الشكوك تدور حول تصرفاته ، وبمراقبته اكتشفوا أنه يتسلل من معسكر الفدائيين المصريين إلى معسكرات العصابات الصهيونية ليلا .

وذات يوم وخلال الهدنة التي عقدت بين الصهاينة والمصريين هناك طلبت القوات الصهيونية من القوات المصرية بعض الأدوات الهامة والعاجلة لعلاج الضابط الصهيوني الذي كانت إصابته خطيرة من جرح نافذ في رقبته ، وهذا عُرف مقبول في الحروب في ذلك الوقت ، ووافقت القوات المصرية وأرسلت أحد الأطباء من الضباط المصريين إلى معسكر الصهاينة حاملا الدواء المطلوب لعلاج الضابط الصهيوني ، 

 وفي الحقيقة كانت مهمة الضابط المصري الأخرى هي جمع معلومات سريعة عن مشاهداته داخل المعسكر العدو ، ولسوء حظ الشيخ فاضل أنه كان في نوبته الليلية لنقل المعلومات عن القوات المصرية إلى العصابات الصهيونية ، فرآه الطبيب المصري صدفة وتجاهله .

وعند عودة الطبيب إلى المعسكر المصري أخبر قائد القوات المصرية بوجود الشيخ فاضل في المعسكر الصهيوني .

 وكانت الشكوك قد تأكدت بأنه جاسوس صهيوني في المعسكر المصري ، وبعدها اختفى الشيخ فاضل تماما ولم يعد يتردد على المعسكر ليؤم الجنود والضباط المصريين في الصلاة ...

هنا تطوع أحد الضباط المصريين لخطف الشيخ فاضل ، وفي إحدى الليالي تسلل هذا الضابط مع أحد الجنود إلى معسكر الصهاينة وتمكنا من خطف فاضل وتكميم فمه حتى لا يصيح وينبه الصهاينة عن تسلل الضابط المصري ومساعده .

وحُوكِم الشيخ فاضل أمام لجنة عسكرية مصرية من ثلاثة ضباط، وصدر الحكم بإعدامه رميا بالرصاص، ونُفذ فيه الحكم عقب صدور الحكم فورا ...

وقام الضابط المصري الذي خطفه بحمل جثته ليلا وتسلل إلى قرب المعسكر الصهيوني ووضع جثة الجاسوس فاضل عبدالله يهوذا .

 فاضل يهوذا يهودي الديانة يدعي الإسلام ويتلو القرآن ويؤم المسلمين في الصلاة وفي المسجد الأقصى بالذات في القدس ويُعجبُ به الناس ثم ينتقل إلى مدينة خان يونس ليؤم المصلين ويشرح للمسلمين أمور دينهم ودنياهم في المسجد .. 

 فكم يهوذا بيننا يتلو القرآن ويؤم المصلين اليوم..