• المغرب.. إنقاذ 85 مهاجرًا غير شرعياً قبالة شواطئ الداخلة
  • لهذا السبب الصادم.. فتاة تتعرض للطعن في لحج .
  • اعلان هام من الهيئة العامة للتامينات والمعاشات عن صرف المرتبات في هذه المحافظات
  • تعرف على أسعار صرف العملات اليوم الجمعة 26 ابريل بالعاصمة عدن وحضرموت
  • قائد أمني يتعرض لحادث مروري ظهر اليوم في أبين
  • اندونيسيا تقصي كوريا الجنوبية ب11/10 واليابان تغتال حلم قطر وتبلغا نصف نهائي كأس آسيا
  • عرض النصر سيقام العام الجاري بمشاركة الحائزين على الميداليات الذهبية لبطل روسيا
  • الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصام.. فهل سيؤثر ذلك على روسيا.
  • ماهية التصريحات للواء بالجيش المصري التي اثارت اهتمام الإسرائيليين ..؟!
  • (البيض) يضع خيارًا ثالثًا على الطاولة للحل في اليمن (تعرف عليه)
آخر الأخبار
كتابات وتحليلات سبتمبر.. الناسخ والمنسوخhttp://algnoobpress.com/Home/Post/15572

 سبتمبر.. الناسخ والمنسوخ

كتابات وتحليلات الجنوب برس

د. هشام السقاف

لن نستغرق في جدال خضناه كثيرا في تصنيف ما حدث في ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م انقلابا كان أم ثورة، فما حدث ليلة الخميس كان انقلابا عسكريا محضا، منظما تنظيما دقيقا بخلايا أفراده السرية في صفوف القوات المسلحة وعماد التنظيم أصحاب الرتب العسكرية الصغيرة.

والحقيقة أنه كان نتاج رغبة شعبية جامحة تريد الانعتاق من حكم الإمامة السلالية التي أفرغ مخزونها التاريخي بعد أن حكمت اليمن بتفاوت القوة والضعف، الانكماش والتمدد، انطلاقا من صعدة مذ قدوم الهادي لدين الحق يحيى بن الحسين الرسي في حوالي ٢٨٢هـ.

وتوصيف الحدث بالانقلاب ليس فيه انتقاص، فمدلولاته وتأثيراته العميقة بعد ذلك سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ما يجعله ثورة أخرجت الشعب اليمني من تحت الأرض إلى فوق الأرض، وأحدث تغييرا مقطعيا في البنيان الهيكلي التقليدي للتكوين السياسي للدولة بإحداثيات إعلان أول جمهورية في الجزيرة العربية في بيئة كان قوام النظم السياسية فيها السلطنات والممالك والإمارات والمشيخات إلا ما يكون من أمر عدن المدينة (الدولة) التي، وإن كانت تحت إدارة استعمارية، فإنها بمستويات العصر قد تجاوزت تقليدية ونمطية تلك الأشكال الحاكمة بما هو أقرب إلى الليبرالية وبمسوح ديمقراطية يعلو كعبها بالنقابات العمالية الحرة والأحزاب والصحافة العدنية الحرة، وهو مازال شأوه بعيدا لدى البعض حتى اليوم.

والحق أن موروث القبيلة المهيمنة والمذهب القائم في النجود الشمالية ما كان له أن يذعن لطلقات (المارد) على قصر البشائر، فانزوى القائد الفعلي للثورة ابن المنطقة الوسطى الشهيد علي عبد المغني جانبا، واستبدل جبة الإمام العدناني ببزة عصرية لحاكم قحطاني من داخل المذهب لصعوبة تجاوز ذلك حقا.

ولم تضع الحرب الإمامية على الجمهورية والثورة أوزارها إلا بعد ثمان من السنين باتفاق مصري - سعودي جعل من النظام الجديد في منزلة بين منزلتي الجمهورية والملكية، وأصبحت القبائل المهيمنة ذاتها مزودة بدرع الجيش إلى جانب ما تمتلكه من قوة، ومن ثم صارت بمثابة الثقب الأسود الذي يلتهم الثورة من داخل الجمهورية والثورة على السواء. وخضعت التهائم و السهول الزراعية جنوب ذمار حتى حدود الجنوب.

 إن حركة التاريخ لا تعود إلى الوراء حقا، كما أنها لا تكرر نفسها إلا في شكلها التراجيدي المأساوي في بعض الأحيان. ولذلك لا يقاس كثيرا على أهداف الثورة الستة المنسوخة من الثورة المصرية العظيمة، فهي لم تفعل الحقائق الإحداثية النوعية في البنية المجتمعية سياسيا، مبقية على تفاعلات داخلية مشدودة إلى ما قبل الثورة مسلحة برؤاها، التي وجدت مناخا ملائما في البيئة الجبلية الوعرة التي لم تدخلها الثورة  والجمهورية، بمعنى الدخول الثقافي والاجتماعي والفكري، وهو ما مهد للانقضاض على ما تبقى من جمهورية سبتمبر بانقلاب الحوثي الأسود  في الحادي والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤م.

وتتجلى هنا المفارقات العجيبة في حركة التاريخ بين الأمس البعيد واليوم، فالحاضن الإقليمي للحوثيين هو جمهورية إيران الإسلامية، تماما كما كانت إيران الشاهنشاهية في الصف الملكي بعد خطوة واحدة من المملكة العربية السعودية المتصدرة لمشهد مقاومة النظام الجديد في صنعاء. وهي اليوم على رأس التحالف الذي يسعى لإنقاذ الجمهورية اليمنية وإعادة الشرعية إلى صنعاء دون أن يتحقق ذلك بعد ست عجاف من الحرب التي دمرت اليمن أرضا و إنسانا.

وعود إلى تاريخ سبتمبر، إنه لا يعيبه أن يكون ثواره الأبطال قد استنسخوا تجربة الثورة المصرية الرائدة بزعامة جمال عبدالناصر، التي أطاحت بالملكية في ٢٣ يوليو ١٩٥٢م، واستهدوا بأهداف تلك الثورة في نسخ الأهداف الستة لثورة سبتمبر ١٩٦٢م، وإن التشاور كان يأخذ بعدا وطنيا وقوميا مع السفارة المصرية بصنعاء. ذلك كله قد تم بمعايير صدارة مصر عبدالناصر لحركة التحرر العربي كجزء من الدور القومي الذي لعبته مصر في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.

ونجدة مصر لليمن الجمهوري بصفوة من جيشها كان كفيلا بإنقاذ الجمهورية والثورة من مصير شبيه بمأساة سقوط صنعاء واستباحتها بعد فشل الثورة الدستورية عام ١٩٤٨م، فمصر تعي جيدا أن أمنها القومي يبدأ من جنوب البحر الأحمر في اليمن كما هو ثابت تاريخيا، ومن فلسطين وسوريا شمالا، وهو ما تعيه القيادة المصرية في الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

كتابات وتحليلات